6 معلومات خاطئة حول تغذية مريض السكري
تعد التغذية السليمة جزءًا أساسيًا من إدارة مرض السكري، حيث تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية وتجنب المضاعفات المحتملة. لكن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة التي تنتشر بين المرضى وأسرهم حول كيفية تناول الطعام الصحيح في حالة الإصابة بالسكري. بعض هذه المفاهيم قد يكون له تأثير سلبي على الحالة الصحية للمريض، لذلك من المهم تصحيح هذه المفاهيم المضللة. في هذا المقال، سنتناول ست معلومات خاطئة شائعة حول تغذية مريض السكري ونوضح الحقائق التي يجب أن يكون المرضى على دراية بها.
1. مريض السكري يجب أن يتجنب تمامًا تناول السكريات
أحد أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعًا بين مرضى السكري هو أنه يجب عليهم تجنب تناول السكريات بشكل كامل. في الواقع، لا يعني الإصابة بالسكري أنه يجب التخلي عن جميع أنواع السكريات. السكريات الطبيعية الموجودة في الفواكه، على سبيل المثال، تحتوي على ألياف وفيتامينات ومعادن مهمة للجسم. كما أن الكربوهيدرات المعقدة، مثل تلك الموجودة في الحبوب الكاملة، يمكن أن تكون جزءًا من النظام الغذائي الصحي للسكري، بشرط تناولها بشكل معتدل.
الأمر المهم هنا هو كيفية حساب الكربوهيدرات وكيفية توجيه النظام الغذائي ليكون متوازنًا. يمكن لمريض السكري تناول السكريات البسيطة مثل تلك الموجودة في الحلويات أو المشروبات الغازية، ولكن ذلك يجب أن يكون في حدود معينة وبالتنسيق مع الطبيب أو اختصاصي التغذية لضمان عدم ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مفاجئ. بدلاً من تجنب السكر تمامًا، ينبغي التركيز على اختيار السكريات الطبيعية والصحية وتجنب الإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على السكريات المكررة.
2. يجب على مريض السكري أن يتبع نظامًا غذائيًا منخفضًا جدًا في الكربوهيدرات
من المعلومات المغلوطة التي يتداولها بعض الناس أن مريض السكري يجب أن يتبع نظامًا غذائيًا منخفضًا جدًا في الكربوهيدرات. قد يساعد تقليل الكربوهيدرات في التحكم بمستوى السكر في الدم، ولكن ذلك لا يعني أن مريض السكري يجب أن يقضي حياته دون تناول أي كربوهيدرات. فالجسم يحتاج إلى كربوهيدرات للحصول على الطاقة اللازمة للقيام بالأنشطة اليومية.
يعتبر اختيار الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض مثل الحبوب الكاملة، الفواكه، والخضروات مصدرًا أفضل للطاقة مقارنة بالكربوهيدرات المكررة. من الأفضل لمريض السكري اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كربوهيدرات صحية بشكل معتدل، مع الحرص على توزيع الكربوهيدرات على مدار اليوم لتجنب الارتفاع المفاجئ في مستويات السكر.
3. الوجبات الصغيرة أكثر فعالية من الوجبات الكبيرة
يعتقد البعض أن تناول الوجبات الصغيرة والمتعددة على مدار اليوم هو الحل الأمثل لمريض السكري لضبط مستويات السكر في الدم. على الرغم من أن تناول وجبات صغيرة قد يكون مفيدًا لبعض المرضى في حال كان لديهم صعوبة في التحكم بمستوى السكر، إلا أن هذا ليس بالضرورة الأفضل لكل المرضى. في بعض الحالات، قد تكون الوجبات الكبيرة المتوازنة والمحتوية على جميع العناصر الغذائية مثل البروتينات والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة أفضل في تنظيم مستوى السكر في الدم.
يمكن للمرضى الذين يتبعون نمط الوجبات الصغيرة والمتعددة أن يعانون من التغييرات المتقلبة في مستويات السكر، حيث أن الزيادة المستمرة في تناول الطعام يمكن أن تؤدي إلى الإفراط في تناول الكربوهيدرات، مما يسبب زيادة في مستويات السكر في الدم على المدى الطويل. لذلك، يجب أن يتم تحديد الخطة الغذائية المناسبة وفقًا لحالة المريض واحتياجاته الفردية بالتعاون مع الطبيب المختص.
4. الأطعمة “الخفيفة” أو “الدايت” دائمًا آمنة لمريض السكري
تعتبر العديد من الأطعمة التي يتم تسويقها على أنها “خفيفة” أو “دايت” الخيار الأفضل لمرضى السكري. ولكن الحقيقة هي أن هذه الأطعمة قد تحتوي على مواد تحلية صناعية أو كميات كبيرة من المواد الكيميائية التي يمكن أن ترفع مستويات السكر في الدم بطريقة غير مرئية. على سبيل المثال، قد تحتوي بعض الأطعمة المخصصة للحمية على كميات كبيرة من السكر المخفي أو المحليات الاصطناعية التي تؤثر سلبًا على مستويات السكر في الدم.
من المهم أن يقرأ مريض السكري المكونات المدرجة على المنتجات قبل شرائها، وعدم الاعتماد فقط على الشعار المروج للمنتج كـ “خفيف” أو “دايت”. كما يجب أن يكون الانتباه إلى أنواع الدهون الموجودة في هذه المنتجات مهمًا، حيث أن بعضها قد يحتوي على دهون مشبعة أو مهدرجة تؤثر سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية، وهو ما يعد أمرًا هامًا بالنسبة لمرضى السكري.
5. يجب على مريض السكري أن يتجنب تمامًا تناول الدهون
من المعتقدات الخاطئة أن مرضى السكري يجب أن يتجنبوا تناول الدهون تمامًا. ولكن الدهون تلعب دورًا هامًا في النظام الغذائي، وخاصة الدهون الصحية مثل تلك الموجودة في الأسماك الدهنية (مثل السلمون والماكريل)، المكسرات، وزيت الزيتون. هذه الدهون تحتوي على أحماض دهنية أوميغا-3 التي تدعم صحة القلب، وهو أمر مهم بشكل خاص لمرضى السكري الذين يكونون عرضة لمشاكل في القلب.
الدهون الصحية تساعد أيضًا في تقليل الالتهابات وتحسين حساسية الأنسولين، مما يمكن أن يكون مفيدًا في التحكم بمستوى السكر في الدم. من المهم لمريض السكري أن يختار الدهون الصحية ويقيد من الدهون المشبعة أو المتحولة التي يمكن أن ترفع مستويات الكولسترول وتزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
6. يمكن لمريض السكري أن يأخذ “راحة” من النظام الغذائي في بعض الأحيان
يعتقد بعض المرضى أن بإمكانهم التوقف عن اتباع نظام غذائي صحي ومحدد في أوقات معينة من الحياة، مثل خلال العطلات أو المناسبات الخاصة. لكن هذه العادة يمكن أن تكون خطيرة، حيث أن التقليل المفاجئ في الالتزام بالنظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى تذبذب في مستويات السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات صحية.
يجب على مريض السكري أن يتعامل مع النظام الغذائي كأسلوب حياة طويل الأمد بدلاً من اعتباره شيء يمكن التوقف عنه بين الحين والآخر. الاستمرارية في تناول الطعام الصحي والمتوازن تساهم في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية وتقلل من المخاطر الصحية المرتبطة بالسكري. من الأفضل لمريض السكري أن يتبع خطة غذائية مرنة وقابلة للتعديل وفقًا للظروف المختلفة بدلاً من “التوقف” عن النظام الغذائي بشكل مؤقت.
الخلاصة
إن التغذية السليمة جزء لا يتجزأ من علاج مرض السكري، ويجب على المرضى أن يكونوا حذرين من المفاهيم الخاطئة التي قد تؤثر سلبًا على حالتهم الصحية. من خلال تصحيح المعلومات المضللة، يمكن للمرضى اتباع أسلوب حياة غذائي متوازن يدعم التحكم الجيد في مستويات السكر في الدم ويعزز من صحتهم العامة.
